jeudi 3 décembre 2009

مشاهد سقطت من فيلم كرنفال في دشرة



مشاهد سقطت
من فيلم كرنفال في دشرة


المشهد الأول
"وارقص للقرد في دولته"


كاميرا/عيسى شريط


خمس سنوات كاملة عملت صحبة أحد رؤساء البلديات أعتبرها من أروع سنين عملي الذي امتد على مسافة 25 سنة..رجل يشهد له الجميع بالكفاءة في فضاء التسيير الإداري والمالي، كان محبا لفئة المثقفين الحقيقيين لا أشباههم..كلفت من قبله بإعادة الاعتبار الى مؤسسة ثقافية كانت منذ انجازها وكرا للمتطفلين  وأصحاب المصالح الذين لا يمكنهم ترك أثر طيب حيثما حلوا، هذه ليست رؤيتي انفرد بها بل كل أفراد المجتمع الجزائري يدركون هذه الحقيقة المؤسفة، حاولنا أن نعيد لها اعتبارها الشكلي والمعنوي ، ونعتقد أننا تمكنا من ذلك..وكان لهذا الرجل فضلا يسطع كالشمس لا يمكن تغطيته بالغربال، جعل من المدينة أجمل المدن في حدود ولاية المسيلة على الأقل..حلت انتخابات أخرى فتحت المجال كما العادة للغط والدهماء الذين توغلوا وتجذروا عبر عملة التواطؤ المحسوب والمدروس والمتعمد، بين صفوف أحزاب يبدو أنها عتيقة، هذه صفة لا تعني شيئا سوى أنها عتيقة في تكريس الرداءة وتمكين من هب ودب من رقاب الخلق..وأقدم المواطن البائس على اختيار الأحزاب الكبيرة بين قوسين ظانا منه أنها صاحبة الخبرة والتجربة والمهارة التي تخرج البلاد من متاهاتها المتشعبة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وغيرها، ولكنه لا يدري بأن اختياره إنما ينصب في اختيار قوم يفسدون في الأرض لا محالة..نصب ما يسمى بالمجلس، ولم تفت مدة قصيرة حتى بدا لهم شخصي المتواضع غير مجد ومقلق يستلزم إبعاده بل وتشرديه بدون سبب موضوعي يذكر، فاصتنعوا لشنقي أسبابا لا يمكن أن يعتمدها من هو سوي ومتشبع بالأخلاق الفروسية و"الرجلة"، انتشر غلمانهم يبثون في أوساط الناس بأنني رجل فاسد جاء من جغرافية أخرى بغرض نشر الخطيئة والفكر المباح، تلك هي مأساة المثقف منذ خلق الله الأرض ومن لا يعرف ذلك فليعد الى التاريخ البعيد والقديم ليقف على معاناة المثقف..هي سنة سنها أشباه المثقفين بغرض الإطاحة بالمثقفين الحقيقين..المسؤول الجديد وضع مشكلات البلدية وما يعانيه البشر فيها من أزمات أثقلت كاهله وجعلني قضيته الشخصية السامية التي ترشح من أجلها..سرعان ما أبعدت عن هذه المؤسسة الثقافية بغير حق والتي كان لي فيها فضل يشهد له كل من يرفض بيع ذمته للمسؤول أو العادة..وحين أدركت أن الأمر لا يتنهي عند هذا الحد وإنني كبش فداء سينحر ارضاء للوشين الحاقدين لا محالة، كان عليّ أن أتخذ اجراء ينقذني من هذه المؤامرة، قدمت مكرها ملفا اطلب التقاعد المسبق وظل الملف حبيس الأدراج، وبدأت عملية الخصم من مرتبي الهزيل، منها ما بلغ خصم شهر كامل، ثم أوقفوا مرتبي نهائيا..يحدث كل هذا أمام مرآى الجميع خصوصا أولائك الذين عاشرتهم مدة عشرين سنة ولم تثمر، واليقين أن تلك المقولة التي تنص "من عاشر قوما اربعين يوما صار منهم" مقولة تافهة صدرت عن شخص سريع الأحكام ولا يفقه شيئا من الشؤون الدنيا، عشرون سنة لم تثمر فكيف بأربعين يوم؟..وها أنا الآن بعد هذا العمر من العطاء الثقافي أدبا وفنا أعزل كما يعزل المجرم وخطيئتي أنني حاولت إحداث الإضافة وأنني انتمي الى جغرافية أخرى...
وما يحز في النفس أن يبقى أولئك الذين يدعون أنهم يحملون نفس همي لا يحركون ساكنا ولو بأضعف الإيمان أقصد بقلوبهم، فلم يجرأ أحدهم على مجرد مكالمتي والسؤال عن حالي وتعزيتي..من هنا أؤكد مقولة سارتر " لا أحد يقهر الثقفين سوى أشباه المثقفين"..وما دامت الإدارة الوصية غائبة ومتواطئة، وما دام العدل عاجزا عن إحقاق الحق، فلا يجد المرأ قبالته من وسيلة مساعدة  سوى تعزية نفسه المقهورة واللجوء الى القدر العادل ليستنجد "حسبي الله ونعم الوكيل"..
هذا مشهد سقط من فيلم كرنفال في دشرة، ولنا وقفة مع مشاهد أخرى في حلقة مقبلة..تحياتي..



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire