mardi 1 décembre 2009

هشام


قصة قصيرة

في يوم
هشام ذلك الطفل الأسمر، يركض..يركض، يلاحقه العسكر والمعادن..عثر وسقط..بدا قبالته حجر منسي..تذكر أفلام الكارتون..(ماذا لو أني شخصية كارتونية، وهذا الحجر قنبلة؟)..وتحول الحجر الى قنبلة..مسكه واندفع واقفا بشكل كارتوني..اختفت كل القوانين الطبيعية، لم تعد للأرض جاذبية.. ورمى الحجر القنبلة بقوة..تفحم العسكر والمعادن وهوت أسطورة الميركافا..فرح هشام وصدح (تحيا فلسطين وغزة وأنا)..وأخذ يركض..يركض، يلاحقه العسكر والمعادن..عثر وسقط..بدا له جسمه الضامر مصادر في لفافة خضراء تحمله أكتاف متعبة، وتلك الحناجر المذبوحة تنوح (تحيا فلسطين وغزة وهذا)..تتمدد كل الأصابع تشير الى الجسد المسجى، إلا أصابع أولئك الغرباء الذين يتباهون ببدلاتهم وشعرهم المصبوغ بسواد العار يواري الوهن والفناء، ترفض التمدد والإشارة..تذكر هشام أفلام الكارتون..(ماذا لو أني شخصية كارتونية، أجمع فتاتي وانهض؟)..استقام وغادر الأكتاف الضامرة..وأخذ يركض..يركض، يلاحقه العسكر والمعادن ويصدح (تحيا فلسطين وغزة وأنا)

بعد عام

(هشام مات)..استنجد صوت امرأة من تحت الأنقاض..ذلك الطفل الأسمر مات..لم يعد يتذكر أفلام الكارتون..لن يتحول أبدا ذلك الحجر المنسي الى قنبلة كي يتفحم العسكر والمعادن وتهوى أسطورة الميركافا..جسده الصغير انتثر أشلاء بكل أرجاء غزة..لن يركض في شوارعها مرة أخرى ويصدح بصوته الشجي (تحيا فلسطين وغزة وأنا)..
هشام مات..تمكن منه العسكر والمعادن حين انطفأت أحلامه الكارتونية..مازالت الأصابع الضامرة تتمدد تشير الى أشلائه المنتثرة في كل أزقة غزة، وتلك الأصوات المذبوحة تنوح (هشام مات)..وظل أولئك الغرباء يتباهون ببدلاتهم وشعرهم المصبوغ بسواد العار، يتلذذون، ينتشون بفضائل الذل ..صار للذل فضائله في هذا الزمن اليهودي، والعربي أيضا؟…
وحده هشام كان يسمع من تحت الأنقاض صوتا ملائكيا يغرد في أذنه (تحيا فلسطين وغزة وأنت
يتبع في يوم أو سنة أو في عصر ما

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire