vendredi 16 septembre 2011

موقع النص الأدبي الجزائري في الكتاب المدرسي


موقع النص الأدبي الجزائري في الكتاب المدرسي

عيسى شريط
من رواية لاروكاد



غياب النص الأدبي الجديد –انطلاقا من الثمانينيات- بمختلف أجناسه لم يقتصر على المنظومة التربوية عبر الكتاب المدرسي فحسب بل امتد الى القارئ الجزائري عموما أيضا، فلا لا يكاد يصله أي إنتاج أدبي جديد، مما جعل من هذا النص منعدم الوجود،  وهذا يعود في اعتقادي الى غياب سياسة خاصة بالكتاب وبالتالي بالنص الأدبي، عبر سبل الترويج والترقية والتوزيع المحكم كي تمنح له فرصة الحياة والبقاء، لكن الحاصل هو العكس تماما، فالنصوص الإبداعية الأدبية تلد ميتة في مهدها..هذا فضلا على أن الكتاب من شعراء وروائيين ونقاد – من الرواد طبعا- لا يهتمون كي لا أقول لا يعترفون بما أنتج وينتج من أعمال أدبية جديدة والسبب يظل غامضا يفتح باب التأويل على مصراعيه ، يبدو أن الأدباء الرواد يريدون ويسعون بكل السبل الى الاحتفاظ بمواقعهم الريادية عبر الأجيال باستثناء بعضهم بالتأكيد..هذا الغياب ساهمت في تكريسه أيضا الجامعات الجزائرية عبر مشرفيها خصوصا الأساتذة الذين ينصحون الطلبة على أخذ نصوص الرواد أي النصوص القديمة كمادة للأطروحاتهم وبحوثهم والإقصاء المتعمد للنصوص الجديدة ربما عن جهل بها أصلا، مما ساهم في تغييب بشكل مفرط النصوص الأدبية الجديدة..علما بأن تكريس النصوص القديمة في الكتب المدرسية بمختلف فصولها وأطوارها ظاهرة قديمة جدا في بلادنا، كلنا يتذكر النصوص الشعرية الهجائية الجريرية- الفرزدقية التي قتلت فينا كل حس رقيق وعلمتنا فن الهجاء بدلا من إدراج نصوص شعرية ونثرية تنشط فينا حسنا الفني والجمالي والإنساني، وحين قرر المعنيون إحداث لمسات مجددة للنص المدرسي اقتصروا أيضا على اعتماد النص الأدبي للكتاب الرواد أقصد القدماء، وظل النص الجديد الساعي دوما الى إحداث الإضافة والتميز عبر تأقلمه وراهنه والذي ربما يمكنه تحقيق تواصل وثيق بينه وبين القارئ والتلميذ والطالب، مهما كانت مواقعهم باعتبار أنه يعتنق راهنهم وهمومهم وآمالهم فضلا على الرمز والإشارة الجمالية الفنية المواكبة للراهن..
من رواية لاروكاد

ينبغي أن نتفق على أن النص الأدبي بعيدا عن محتواه الفكري والموضوعي، هو فن مثل باقي الفنون..إذا ما أخذنا الفن الموسيقي مثلا، فنجد أن التلميذ يميل بشكل طبيعي الى الموسيقى التي تواكب راهنه بكل تشعباته الحياتية وتعبر عنه أيضا، مما يدفعه الى الاستماع إليها وحفظ كلماتها وربما تحدث تغييرا في سلوكياته أيضا، ذلك ما يفرض في اعتقادي اعتماد النص الأدبي الجديد بمختلف أجناسه لأنه كفيل باستقطاب انتباه الطالب والإقبال عليه لأنه يحتوي على العناصر المحفزة كمواكبة الراهن بكل تشبعاته الحياتية والفكرية والجمالية، مما يوفر في اعتقادي، إمكانية تمرير الرسالة التربوية أو القيمة الأخلاقية والفلسفة الجمالية التي تسعى المنظومة التربوية خلف تحقيقها.. وفي انتظار ذلك تظل النصوص القديمة بقدم قيمها الجمالية والفكرية والسياسية وغيرها من القيم، تهيمن على صفحات الكتاب المدرسي... 
منرواية لاروكاد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire